دراسات جديدة: إسفنج المياه العربية لعلاج السرطان
بنجامين بلاكيت / 10-02-2016
الدوحة– في المياه الضحلة غير البعيدة عن الأرصفة البحرية التي تعج بالقوارب الشراعية في الدوحة، يخوض فهد الجمالي بحثاً عن مستعمرات حيوان الإسفنج ليأخذ منها العينات. تنمو مستعمرات الإسفنج بوفرة إلى الجنوب من المدينة، على أرض صخرية صلدة من مناطق الشعاب المرجانية.
ينظر الكثير من الباحثين حول العالم، تماماً مثل الجمالي، إلى الإسفنج كمصدر محتمل لإنتاج عقاقير مضادة للسرطان. ولأن الإسفنج يستخدم دفاعات كيميائية بدل الأصداف والمخالب من أجل البقاء، فإنه يعتبر غنياً بفرص الإستخدامات الصيدلانية.
بعد جمع العينات، سيتوجه الجمالي، الأستاذ المساعد في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، إلى مختبره. في الواقع، ليس نسيج الإسفنج بذاته هو المكسب، بل الجراثيم التي تسكن فيه.
قال الجمالي “تعيش أنواع كثيرة من البكتريا داخل الإسفنج، فضلا عن أنواع أخرى من الفطريات والطحالب الدقيقة جداً.”
يُعتبر الإسفنج، على الرغم من إفتقاره للقلوب والعقول، من الحيوانات في واقع الأمر. كما يُعتبر تطورياً من أقدم الحيوانات متعددة الخلايا التي لا تزال موجودة إلى اليوم. ومعظم أنواع الإسفنج غير متحركة وتتشبث بالصخور الصلبة.
تجعل عدم قدرة الإسفنج على الحركة منه عرضة للحيوانات المفترسة، وتجذب الميكروبات إليه. يعتقد علماء الأحياء الآن بأن الكائنات الحية الدقيقة المقيمة في الإسفنج، وليس بالضرورة الإسفنج بذاته، قد تنتج السموم التي تساعد على حماية الإسفنج من الحيوانات المفترسة.
حقق الباحثون بعض النجاح في الماضي في مجال إستخدام المركبات الطبيعية لوقف نمو الخلايا السرطانية. ويُعتبر عقار التاكسول واحداً من أكثر الأمثلة التي يتم الإستشهاد بها بصورة عامة. قال كريستوفر تويلفز، أستاذ مادة الأورام وعلم أدوية السرطان السريري في جامعة ليدز، “لقد تم إستخلاصه من شجرة الطقسوس بالمحيط الهادي، ولا يزال العقار الوحيد الأكثر أهمية في علاج السرطان.”
ما أن تصبح البلدان أكثر ثراءاً، حتى تتغير أسباب وفاة شعوبها نحو أمراضٍ مختلفة – حيث تنتقل من الأمراض المعدية إلى الأمراض غير المعدية. ولا يُعتبر العالم العربي إستثناءاُ – لاسيما بسبب شيوع التدخين. ففي هذه المنطقة، تزداد أعداد الناس الذين يعيشون ليصلوا إلى مرحلة عمرية يكونون فيها أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. فبعد البحث عن المركبات المضادة للسرطان على البر، تحول التركيز العلمي الآن للبحار. قال تويلفز “تغطي المياه معظم الأرض، ولم يتم إستكشاف الموارد البحرية بشكل جيد.”
ساعد تويلفز في إجراء واحدة من أولى التجارب البشرية لعقار سرطان إسمه يوندليس Yondelis، والذي تم إستخلاصه في الأصل من مواد كيميائية مستمدة من بخاخات البحر، وهي حيوانات تعيش على العوالق وغيرها من المخلفات التي يقوم بتصفيتها من المياه.
كما يقوم الجمالي أيضاً، مع زملاء آخرين، بجمع عينات من مواقع مثل البحر الأحمر، على أمل العثور على المزيد من هذه المواد الكيميائية المضادة للسرطان.
وبالرجوع إلى المختبر، تُغمر أنسجة الإسفنج التي جمعها الجمالي في مذيبات من قبيل الميثانول أو الإيثانول للمساعدة في إستخراج المستخلصات الكيميائية. ثم يتم إختبار هذه المواد ضد خطوط الخلايا السرطانية المزروعة في المختبر.
...